منذ بدء العدوان التركي على شمال وشرق سوريا تشرد الآلاف من الطلاب والأطفال وحرموا من حقهم في التعليم والدراسة نظراً لقصف دولة الاحتلال التركي ومرتزقته المدارس بشكل متعمد، ففي البداية حرموا أطفال عفرين من الدراسة وهجروهم قسراً والآن يكرر السيناريو نفسه في مناطق روج آفا ويرتكب جرائم الحرب والإبادة العرقية.
وبهذا الصدد استطلعت وكالة فرات للأنباء آراء عددمن المعلمات اللاتي تدرسن في مدرسة ناحية الأحداث في مناطق الشهباء.
ومن جانبها قالت المعلمة بروين سليمان: "نحن كمعلمات ندين ونستنكر العدوان التركي على المناطق الكردية ففي البداية لاحظنا هجوم الاحتلال التركي على مدينة عفرين والذي استهدف المدنيين بالدرجة الأولى من أطفال ونساء وشيوخ وجميع المكونات المتواجدة في عفرين، وأيضاً نرى أن الاحتلال التركي يمارس إرهابه بشكل يومي على المكون الكردي بشكل خاص والمكونات الأخرى بشكل عام، والآن ومن خلال هجماته على مناطق شمال وشرق سوريا يستهدف كافة المكونات المتعايشة مع بعضها البعض".
وأضافت بروين "وللعدوان التركي هدف أساسي وهو القضاء على التعليم كما رأينا أن أول استهداف وقصف له كان على مركز تعليم اللغة الكردية وهذا دليل واضح بأنه لا يريد أن يتطور ويتقدم المجتمع الكردي بلغته وهويته ووجوده".
وأكدت أن "العدوان التركي على شمال وشرق سوريا حرم الآلاف من الأطفال من حقهم في التعليم نتيجة قصفه عمداً للمدارس لأن التعليم يشكل خطراً كبيراً على وجود الدولة التركية ولذلك يتم استهداف هيئة التدريب والتعليم متعمدين في ذلك كي لا يتقدم المجتمع الكردي وأطفاله للوصول لأهدافهم وحقوقهم".
وأشارت إلى أنهم كمعلمات ومعلمين هيئة التربية والتعليم سيقفون بوجه هذه الهجمات وسيحاولون قدر الإمكان تدريب وتعليم الطلبة على المجتمع الديمقراطي ومنهج الأمة الديمقراطية الذي سيصلون به إلى حقوقهم بإرادتهم وقوتهم، مؤكدة "سنناضل بكل قوتنا من أجل الحرية وعلى هذا الدرب سنستمر".
ومن جهتها قالت المعلمة روكان حسين: "كنا نقوم بواجبنا التعليمي ونعلم وندرب الطلاب في عفرين بكل أمان واستقرار لكن لن نتمكن من الاستمرار في ذلك نتيجة هجمات الاحتلال التركي الفاشي، الذي يحارب القيم الإنسانية ويدعي أنه يحارب الإرهاب، وبهذه الحجة احتل عفرين ويرتكب أبشع أنواع الانتهاكات والإجرام بحق الأهالي في عفرين مع مرتزقته ومن أعماله الشنيعة التغيير الديموغرافي والذي مازال مستمراً ولن يكتفي باحتلال المدينة بل ويقوم بترهيب السكان الأصليين أيضاً والأفعال والانتهاكات التي يقوم بها مرتزقيه من سلب ونهب وقتل والاعتداء".
وأوضحت روكان: رغم جميع هذه الأعمال الإجرامية التي تقوم بها دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها إلا أن المجتمع الدولي صامت فهذا الصمت بمثابة مساعدة ودعم للدولة التركية لمد نفوذه في جميع الأراضي السورية، فهدفه هو الإبادة الكردية ولكن الآن يتجاوز هذا الهدف بأهداف أخرى، كما نرى احتلاله وحرب على الشمال السوري واستهدافه لجميع المكونات المتواجدة في تلك المناطق من كرد وعرب وشركس وسريان وإيزيديين.
وأضافت "لقد تجاوز حدود إرهابه إلى الشمال السوري بحجة محاربة الإرهاب، فالشمال السوري كانت منطقة آمنة ويعيش جميع الشعب فيه على أسس ديمقراطية وإخوة الشعوب بجميع مكوناته ولا يوجد أسلوب إرهابي يشير ويساعد تركيا على احتلال هذه المناطق لكن جميع مخططاته مجرد حجج".
وأشارت إلى أنه "كما نعلم وقبل شن هجومه على الشمال السوري قاموا بإنشاء المنطقة الآمنة لكن هذه المنطقة تحولت إلى ساحة حرب ولم يعط معنى لتلك المنطقة الآمنة، وما زال يمد إرهابه بأساليبه الفاشية وباستخدامه للأسلحة المحرمة دولياً كالفوسفور، فأي قانون هذا الذي يساعد على قتل الأطفال بالأسلحة الكيميائية؟"
وتابعت: نسأل العالم هذا السؤال وننتظر منهم الإجابة ولكن العالم أيضاً يتعاون معه ويساعده على الاحتلال والقتل وارتكاب أبشع أنواع الجرائم بحق الإنسانية، جميعها قرارات غير جدية أمام الإعلام والقنوات الفضائية ولا نرى أي كلام من قراراتهم تطبق على أرض الواقع.
وقالت روكان: إننا "ندين ونستنكر بشدة هذه الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الإرهابي أردوغان ومرتزقته بحق الشعوب ضد القيم الأخلاقية والإنسانية، والدليل على ذلك جميع الاتفاقيات والبنود التي تتضمنها هذه الاتفاقيات دائماً تكون لصالح المحتل وليس هناك أي بندود لصالح المكون والشعب السوري بل جميعها تصب في مصلحة الاحتلال التركي، وبعد احتلاله لمناطق من شمال وشرق سوريا بأسبوع تقريباً بدأ بالتغيير الديموغرافي والتهجير القسري للسكان الأصليين".
وناشدت روكان المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية إذا كانت فعلاً تعطي حقوق الإنسان قيمة أن تقف بوجه هذه الجرائم وتقوم بمحاكمة هذا المجرم (أردوغان) على ارتكابه المجازر بحق الإنسانية وسلب هذا الشعب جميع حقوقهم بحجة الإرهاب.
وشددت: "نحن لا نقبل هذا الظلم والاحتلال بحق شعبنا، كما شاهدنا صرخة الطفل محمد معاناةً من تلك المادة الكيميائية السامة الذي احترق بها؛ فالعالم سمع هذا الصوت والصرخة لكن ماذا فعلوا؟ فهم يرون ويسمعون ويشاهدون وكأنهم يشاهدون فيلماً سينمائياً ولن يقوموا بواجبهم الإنساني تجاه هذا الطفل الذي لا ذنب له بهذه الحروب ومن حقه مثله مثل أي طفل في العالم أن يعيش ويدرس ويلعب ويؤسس لنفسه مستقبلاً لكن مستقبله تحول إلى طائرات حربية وأسلحة قاتلة ودمار شامل".
وقالت المعلمة فالانتينا ولو: "نحن كمعلمي مقاطعة عفرين ندين ونستنكر هجمات دولة الاحتلال التركي على روج آفا والتي بدأت بها في مقاطعة عفرين من انتهاكات وممارسات لاإنسانية التي حصلت فيها والتي مازالت مستمرة تقابلها حالة النزوح والهجرة القسرية لشعبنا العفريني، وهي لم تكتفي باحتلال مقاطعة عفرين بل في الآونة الأخيرة قامت بتكرار نفس الممارسات في مناطق شمال وشرق سوريا حيث تعرضت جميع القرى والمدن للقصف الهمجي من قبل دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها ومؤيديها، وارتكاب جرائم الحرب والإبادة بحق شعبنا الكردي والمكونات الأخرى وخرق المفاهيم والقوانين الإنسانية".
وأضافت فالانتينا"نُدين هذه الهجمات الوحشية بحق شعبنا ونطالب المجتمع الدولي بالوقوف إلى جانب شعوب شمال وشرق سوريا ووضع حد لممارسات وانتهاكات الاحتلال التركي التي تعتبر ضد الإنسانية فقتل الأطفال والنساء أمر لا يقبل به أي ضمير إنساني، وإلى جانب ذلك ندين ونستنكر استهداف العدوان التركي للمدارس وحرمان الأطفال من حقهم في التعليم ونطالب المجتمع الدولي بإيقاف هذه الانتهاكات وكسر صمتهم حيال ذلك والوقوف بجانب الشعب الكردي خصوصاً وشعب روج آفا عموماً".